المونيتور: معركة إدلب قسّمت الأتراك أكثر من أي تدخل تركي آخر في سوريا

ذكر تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي إن مقتل عشرات الجنود الاتراك في إدلب أدى إلى صدمة كبيرة في تركيا، حيث يمثل ذلك أكبر عدد من القتلى في صفوف جيشها في هجوم واحد منذ أوائل التسعينيات.

أدت العملية العسكرية الرابعة لتركيا في سوريا إلى تقسيم البلاد على نفس خطوط الصدع السياسي التي جعلت البلاد في حالة استقطاب خلال السنوات الأخيرة، حيث يرى مؤيدو الحكومة تهديدًا عاجلاً يظهر جنوب الحدود، في حين يخشى معارضوها أن تنزلق تركيا في عمق المستنقع السوري، بحسب "المونيتور".

وأوضح التقرير إنه مع اشتداد القتال في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وهي آخر منطقة من الأراضي يسيطر المسلحين المدعومين من تركيا، قُتل ما لا يقل عن 34 جنديًا تركيًا في 27 شباط/ فبراير في إدلب في غارة جوية، مشيرا إلى وجود حالة من الغضب الداخلي من اللاجئين الموجودين بالفعل في تركيا، والذين يمكن ان يصلوا اليها نتيجة التصعيد، حيث أمرت الحكومة التركية حرس الحدود الذين يديرون حدودها الغربية بالتخلي عن مهمتهم، ودعت ملايين المهاجرين إلى المغادرة إلى اليونان.

للمرة الأولى يقاتل الجنود الاتراك جيش حكومة أخرى منذ الغزو التركي لقبرص عام 1974، بما يضع جيش تركيا على شفا المواجهة مع روسيا الداعم الرئيسي للأسد، حيث قتل ما يقرب من 60 جنديا تركيا في سوريا منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.

ونقل التقرير عن مؤسسة MetroPoll لدراسات الرأي العام، ان 31 % فقط من الاتراك يريدون ان تكون هناك قوات تركية في ادلب، بينما يعارض 50% ممن شملهم استطلاع الرأي شن عملية عسكرية جديدة في سوريا.

يبدو أن الأتراك أكثر قلقًا بشأن التباطؤ الاقتصادي الحاد. فالاقتصاد والبطالة هما أهم المشاكل التي تواجه تركيا، وفقا لنسبة 57 ٪ من الناس الذين شملهم الاستطلاع في شباط/ فبراير، فيما احتل الإرهاب المرتبة الأولى بنسبة 11٪ واللاجئين السوريين بنسبة 9٪. وأظهر الاستطلاع أن 50 ٪ من الناخبين قالوا إنهم لن يصوتوا لأردوغان إذا أجريت انتخابات الآن.

ونقل التقرير عن بوراك بيلجهان أوزبيك أستاذ العلاقات الدولية التركي، قوله إنه "إذا ارتفع عدد القتلى، فسوف يتضاءل الدعم الشعبي وسيزداد الاستياء، مما يترك الحكومة في موقف سياسي صعب، يمكن أن يتطور إلى حتمية إجراء انتخابات مبكرة".

ولفت التقرير إلى إن الغضب على مقتل الجنود تم توجيهه إلى أهداف مختلفة، بما في ذلك اللاجئين السوريين، حيث اشارت الصحف المحلية الى هجمات غوغائية ضد محال ومنازل للسوريين في تركيا. وفي اسطنبول، هتف المتظاهرون ضد بوتين خارج القنصلية الروسية، ووصفوه بالقاتل،

واعتدى اخرين على موظفي اتراك يعملون في وكالة الانباء الروسية سبوتنيك، بينما احتجزت الشرطة رئيس تحرير الوكالة في تركيا وعدد من العاملين بها، 

وبينما هناك مشاعر غضب ضد روسيا، حرص أردوغان على عدم تشويه الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أقام معه علاقات تجارية ودبلوماسية وثيقة، وقال يوم الاثنين إن تركيا ليس لديها شكوى ضد روسيا أو إيران الداعمين للأسد، وبدلاً من ذلك، واصل انتقاد الحلفاء التقليديين لفشلهم في وقف هجوم الأسد وحذر من أن أوروبا ستواجه قريباً "ملايين" اللاجئين.

واوضح التقرير إن الانقسام حول العمليات العسكرية في سوريا، ينبع من انها جميعا فشلت في معالجة أزمة اللاجئين التي تعاني منها تركيا، نتيجة سياسات أردوغان باستغلال اللاجئين السوريين، مما جعل حزبه يعاني خلال الانتخابات البلدية الأخيرة.